الأحد، 17 نوفمبر 2013

على هوامش كتب منسية !


تَسللت إلى عالمه خلسَة بثوبها الأحمر من نافذة عُزلته ، وَأطفأت كُلّ الأنوار خَلفها ، حتّى تُخبئ خلف عتمة الليل مَلامحها العادية فهي لم تَكن تُشبه ملكة الشرق التدمرية زنوبيا التي قيل عنها أنها أجمل امرأة شرقية ، جمعت جمال المظهر فضلاً عن الحكمة والأدب والفلسفة وَلم تكن تشبه الملكة كليوبترا حبيبة انطونيو التّي اعتلت عرش مصر لنحو عشرين عاماً قبل أن تنهي حياتها ومُلكها بقتلها لنفسها ومازالت قصة حبها التي عرفت باسم قصة حب "كيلوبترا وأنطونيو"مجالا خصبا للعديد من الأفلام والمسرحيات العالمية ، ولم تكن تشبه ليلى العامرية حبيبة قيس بن الملوح التّي ذاعت فصول قصتهما بين أرجاء الحضارة الأموية واستقبلها الناسُ على مر العصور من بعدها بين مؤيد لها ومُستنكر ولم تكن تُشبه امرأة العزيز التّي تُراود فتاها لأنها شُغفت به حُبًا ولا ملكة سبأ التّي نكّر لها نبي الله سُليمان عرشها لينظُر إن كانت ستتعرف عليه أم لن تعرفه اختبارًا منه لقوة ملاحظتها وذكائها وحكمتها،ولابلقيس طفلة نزار المدللة التّي خلدها بين دفاتره طويلاً بعد رحيلها في حادث مأساوي إثر تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1982 ولاحَتّى ليلى الصّغيرة التّي خلدت إلى النوم ذات أمسية وعلى قميصها دم الذئب ذلك لأنها أبسط بكثير من هذه وتلك فهي امرأة لن يخلدها التّاريخ ولن يذكر اسمها أبداً إلا على هوامش كُتب منسية!




قالت له : جئتك من المدائن بخبر يقين
كُلّ الناس عُشاقاً إلا أنا وَأنت ولولا علمي
أنك مازلت جثة هامدة على أعتاب قصة سابقة ولولا علمي بعشقك للجمال الذي لم أرث منه شيئًا لقلت أن كلانا خُلق للآخر.
أجابها : لولا أن الليل يُخفي العيوب لقلتُ لك عودي من حيثُ أتيتِ ولأنّ أحداً قبلك
لم يحاول لمرة واحدة اقتحام خُلوتي التّي اخترتها لنفسي واختارها النّاسُ لي فأنتِ الآن أولى الناس بقلبي ، وقِبلة جديدة للهوى أطوي ماسبقها من صفحات مؤلمة مرت على حياتي.

هناك تعليق واحد: