الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

وَداعًا


(1)
تَصالحَت أخيراً معَ نفاذ صَبرها حياله
وقررت أن تَمنحَ نفسها وَنفسهُ فرصة أخيرة
فأرسلت بُيمينها سربُ زاجلٍ إلى الوطن الذي هاجر إليه مُرفقة بدعوة
إلى أبوابِ السّماء أن يُصلح الله حالهما معاً
وانتظرت يوماً كاملاً
يومان
شهر
شهران
سنة ثم سنوات
ولَم يكن قَد قرر المَجيء إليها بعد !


(2)
خلال الأعوام المنصرمة استطاعت أن تصدق أنه لم يكن جزءًا من حياتها وعندما أرسلَ إليها جَوابه بعد كُل هذه السنوات لم يكن بالنسبة إليها قد تأخر بعد بل وَجدت له تبريراً كافياً كأن غيابهُ عنها مضى عليه يومان وأمسيتان فقط ولأول مَرّة كانَت ملامح وجهها على المرآة تعكسُ ابتسامة واسعة جدًا غابت طويلاً منذ أن اختار الصمت بلا هوادة.


تُرى كيف أصبح شَكله بعد كل هذا الغياب لابد أنّه أكثر لهفة مني للقائنا.
رنّ هاتفها قاطعاً تتابع أفكارها فردت بسرعة :
ألوو
حبيبتي
أنا تحتُ أمرك حبيبي تفضل
أعتذر عن لقائك اليوم لظرف طارئ ، أسبوع واحد وسأطيرُ للقائك في منزلنا
الذي ضم أجمل ذكرياتنا. 
كان صادقاً بعكس المرات السابقة التي حملت لها نبرة صوته إصراره على الخيانة إلا أنها هذه المرة لم تعد تطيق صَبراً من منطلق أن الطّبع غلب التطبع فأمسكت بأحمر شفاهها وَكتبت على المرآة : بعد أن أهملتُ نفسي كثيراً في غيابك قررتُ أخيراً أن أسرح جدائلي
وَأحررها للهواء الطلق وأن أخضب يدي بالحناء وأن أرتدي أجمل فساتيني الملونة
وأن أعتذر بلطفٍ شَديد من ذكراكَ الغالية.
وداعًا "

هناك 4 تعليقات:

  1. الردود
    1. جمّل الله أيامك بالسّعادة والرضا ، شُكرًا لك على مرورك الكريم

      حذف
  2. يسعد أيامك مرووج ,
    أتمنى يجي اليوم اللي أقرأ فيه كتاب مدوّن عليه إسمك .. رواية , نصوص قصيرة ...
    تبارك من وهبك لغة آآسرة .

    ردحذف
    الردود
    1. وأيامك ياسعادة العابر الكريم ، وبالنسبة للكتاب لم أستبعد الفكرة يومًا لكنّني لا أعلمُ متى يأذن الله به ، وأنتظر الفكرة المناسبة لتكون عنوانًا يدور حوله النشر الأول حتى يستحق فعليًا أن يطرح في كتاب شكرًا لك

      حذف